كاسبرسكي: مجرمو الإنترنت يستهدفون الجيل "زد" عبر صيحات الموضة واستغلال الترند

الثلاثاء 08 يوليو 2025 | 03:22 مساءً
كاسبرسكي
كاسبرسكي
كتب بنك زون

نشأ جيل "زد" في عالم تكنولوجي سريع التطور، ويُعد الجيل الأكثر خبرة في استخدام الإنترنت مقارنة بالأجيال السابقة، ويتميز بمهاراته الرقمية وقدرته على صناعة الصيحات الحديثة. 

فمنذ طفولتهم المبكرة، ساهموا في تشكيل وإعادة تعريف العالم الرقمي، مُخلّفين بصمات رقمية قبل إدراكهم التام لمخاطرها، وبينما يخوضون في عالم فائق الاتصال ومنصات التواصل الاجتماعي والتسوق الإلكتروني، تتطور المخاطر السيبرانية بوتيرة مماثلة.

عبر لعبتها الجديدة Case 404، تكشف كاسبرسكي كيفية استغلال المجرمين السيبرانيين عادات جيل "زد" الرقمية كنقاط هجوم - وتقدم إرشادات عملية لتحويل الوعي إلى مناعة رقمية.

1. الإفراط في المشاركة و تضخيم البصمة الرقمية

يعتبر جيل "زد" مشاركة تفاصيل حياتهم على الإنترنت جزءاً من طبيعتهم الأساسية. فتزخر منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram و Tiktok و Snapchat بصور السيلفي المرفقة بالمواقع الجغرافية والتحديثات اليومية والقصص الشخصية. لكن هذه المشاركة المتواصلة تُنشئ بصمة رقمية ضخمة قد يستغلها المجرمون السيبرانيون في سرقة الهوية أو تنفيذ هجمات الهندسة الاجتماعية.

وقد تؤدي المشاركة المفرطة إلى الكشف غير المقصود عن تفاصيل حساسة، مثل عناوين المنازل التي تظهر في خلفيات الصور، أو العادات اليومية التي تجعل تصرفات المستخدمين قابلة للتنبؤ. حتى المنشورات التي تبدو عادية، كصورة شريك الحياة أو الحيوان الأليف، قد تساعد في تخمين إجابات أسئلة استرجاع كلمات المرور.

2. الخوف من فوات الفرص

يعبّر مصطلح الخوف من فوات الفرص (FOMO) عن التوتر والقلق المرتبط بالخوف من البقاء خارج دائرة الأحداث أو فقدان التواصل مع آخر المستجدات في حال عدم متابعة أنشطة الآخرين على منصات التواصل الاجتماعي. ويشكل الخوف من فوات الفرص محركاً أساسياً لسلوك جيل "زد"، وتعززه منشورات منصات التواصل الاجتماعي عن المنتجات الجديدة والحفلات والفعاليات.

فيمكن لمتابعة الأقران وهم يشاركون في الفعاليات، أو يحصلون على منتجات جديدة، أو يبلغون أهدافاً مهمة، أن تولّد مشاعر النقص أو الاستبعاد. بغض النظر عن نوع الحدث – إطلاق هاتف آيفون جديد، أو حفلات تايلور سويفت، أو فعالية رياضية ضخمة - يمكن للخوف من فوات الفرص أن يقود المستخدمين للضغط على روابط غير آمنة تَعِد بوصول مبكر أو عروض حصرية.

يستفيد المجرمون السيبرانيون من هذا الإحساس بالإلحاح عبر إنشاء مخططات تصيد احتيالي مغرية، تقود المستخدمين إلى مواقع خبيثة تسرق معلومات الدخول أو تنشر برمجيات خبيثة. وتمثل التذاكر المزيفة، وخدع الطلب المسبق، والمعلومات الداخلية «المسربة» بعضاً من الحيل المستخدمة لاستغلال هذا الخوف.

3. الحنين إلى موضة Y2K وثقافة بداية الألفية الجديدة

يرى جيل زد، الذين ولدوا في تلك الفترة أو بعدها، في موضة Y2K خليطاً من الحنين لحقبة أبسط قبل العصر الرقمي، والطموح لإحياء تلك الأساليب بروح معاصرة. وساهمت منصات مثل Tiktok و Instagram في تعزيز عودة موضة Y2K، عبر قيام المؤثرين بإعادة إحياء الإطلالات الكلاسيكية ومشاركة مقتنياتهم من الملابس المستعملة. ويجدر بالذكر أن هاشتاجات مثل Y2Kfashion# و Y2Kaesthetic# قد حققت مليارات المشاهدات.

أعاد شغف جيل زد بثقافة بدايات الألفية، من موضة Y2K إلى ألعاب الطفولة، الاهتمام بالألعاب الكلاسيكية مثل The Sims 2 و Barbie Fashion Designer و Bratz Rock Angelz. ورغم أن هذه الألعاب تستحضر ذكريات جميلة، فإن البحث عن تنزيل نسخ غير رسمية كثيراً ما يقود المستخدمين إلى مواقع مليئة بالبرمجيات الخبيثة. يستغل المجرمون السيبرانيون هذا الاهتمام الخاص بدس برمجيات خبيثة في ملفات الألعاب المزيفة. وما يبدو كاستعادة للذكريات قد ينتهي باختراق الأجهزة أو سرقة المعلومات.

4. الموضة السريعة

يميل جيل "زد" للملابس التعبيرية، ويسعى للتفرد بالمظهر بشكل دائم، ويتبنى أسلوباً متغيراً باستمرار - فما كان موضة الشهر الماضي قد يصبح قديماً اليوم. وتدعم متاجر الأزياء السريعة سعيهم وراء الصيحات بتوفير خيارات سهلة للتغيير. على سبيل المثال، يضيف متجر Shein الصيني عملاق الموضة السريعة المفضّل لدى جيل "زد"، 6,000 منتج جديد على الموقع الإلكتروني يومياً.

يعتبر جيل "زد" الموضة السريعة نمط حياة وليس مجرد خيار للتسوق. وتوفر ماركات مثل Shein و ASOS و Fashion Nova أسعاراً مناسبة وإشباعاً فورياً، مما يجعلها ضرورية لهذا الجيل. غير أن إغراء هذه العلامات يحمل جانباً سلبياً، فمواقع التسوّق الوهمية، ورموز الخصم المزيفة، وإعلانات التصيد الاحتيالي تستفيد من شهرتها، مستخدمة نسخاً مقلدة بإتقان لإيقاع المستخدمين في فخ إدخال معلوماتهم الخاصة. ومع تزايد الإقبال على التسوق الإلكتروني، يرتفع احتمال التعرض للمواقع الإلكترونية المزيفة وحيل التصيد الاحتيالي المصممة لسرقة البيانات الشخصية والمالية.

5. اضطراب iDisorder

يعاني جيل "زد" من ظاهرة تعرف باسم iDisorder، حيث تتأثر قدرة العقل على معالجة المعلومات نتيجة التعرض المفرط للتكنولوجيا. ويمكن أن يسبب هذا الولع بالتكنولوجيا اضطرابات نفسية وبدنية واجتماعية، تشمل الاكتئاب والقلق. وتؤكد الدراسات العامة ذلك: إذ يشير واحد من كل ثلاثة شباب بين 18 و24 سنة إلى معاناتهم من أعراض تدل على مثل هذه المشاكل النفسية.

لهذا السبب يلجؤون بكثافة إلى الوسائل الرقمية مثل منصات الاستشارة النفسية عن بُعد وتطبيقات مراقبة الصحة النفسية لتخفيف التوتر. غير أن هذه المنصات تحتفظ بمعلومات شخصية بالغة الخصوصية، تتضمن الحالات النفسية، وملاحظات الجلسات العلاجية، وأنماط حياة المستخدمين. وإذا تم اختراقها، يمكن استخدام هذه البيانات للابتزاز أو التصيد الاحتيالي.

تعلق آنا لاركينا، خبيرة الخصوصية لدى كاسبرسكي: «رغم تغير الصيحات بسرعة، تبقى المخاطر الإلكترونية الأساسية كما هي. سواء في استغلال شغف جيل زد بالتسوق الإلكتروني، أو الاستفادة من الضغط الناتج عن الخوف من فوات الفرص، أو استهداف الإقبال المتزايد على تطبيقات الصحة النفسية، يسرع المخترقون في تحويل السلوكيات الرائجة إلى فرص للتصيد الاحتيالي والخداع وسرقة البيانات. 

ابدأ بأخذ زمام الأمور: تأكد من الروابط والمواقع الإلكترونية قبل استخدامها، واعتمد كلمات مرور قوية ومميزة، وفعّل المصادقة الثنائية لحماية إضافية. انتبه لما تشاركه على الإنترنت - والأهم، تذكر أن المعرفة هي أفضل وسيلة للحماية. الأمن السيبراني لا يقتصر على مواجهة التهديدات؛ بل يتعلق بتمكينك من استخدام العالم الرقمي بثقة وأمان.»

للبقاء آمنين في العالم الرقمي، نوصي جيل "زد" بما يلي:

● اكتشف لعبة Case 404 التفاعلية من كاسبرسكي، والتي صُممت خصيصاً جيل "زد" لتعليمهم سبل الحماية في عالم رقمي متزايد الخطورة.

● فكّر قبل المشاركة: تجنب نشر صور تظهر منزلك أو عاداتك اليومية أو معلوماتك الخاصة التي قد تُستغل في استرجاع كلمات المرور.

● لا تنخدع بالعروض العاجلة - تأكد من صحة التخفيضات والطلبات المسبقة وروابط التذاكر من خلال المواقع الإلكترونية الرسمية فقط.

● تحقق دائماً من عناوين URL للمواقع الإلكترونية بعناية قبل إدخال معلوماتك الشخصية. غالباً ما يقلد المخادعون أسماء العلامات التجارية أو يستخدمون نطاقات مزيفة.

● استخدم طرق الدفع الموثوقة عند التسوق الإلكتروني وتجنب العروض التي تبدو «جيدة بشكل لا يُصدق».

● تخزن تطبيقات الصحة النفسية بيانات حساسة - اختر الخدمات التي تتمتع بسياسات خصوصية قوية ولا تفرط في مشاركة المعلومات الشخصية.

● كن حذراً من امتدادات الملفات: لا ينبغي أن تأتي مقاطع الفيديو أو الألعاب بصيغ .exe أو .msi - فهذه علامة تحذير.

● استخدم حلاً أمنياً موثوقاً، مثل Kaspersky Premium، للكشف عن المرفقات الخبيثة التي قد تعرض بياناتك للخطر.

● عزز أمان تصفحك ومراسلاتك عبر Kaspersky VPN، الذي يحمي عنوان بروتوكول الإنترنت الخاص بك ويمنع تسريب معلوماتك الشخصية.