الدكتور محمد رشدي يكتب.. لعله خير
لعله خير دائماً ما اعتادنا سماعها و تكرارها في العديد من المواقف و لكن الكثير منا لا يعلم القصة ورائها؛ يحكي أن هناك ملكاً كان مولع بالصيد ففي إحدى رحلاته للصيد فقد أحد أصبعه فإذا بكل من حوله يوسيه و يقولون له نحن فداك يا مولاي إلا وزيره قال له لعله خير؛ فإذا بالملك يقول له خيرٌ أن أفقد أصبعي فأمر علي الفور بحسبه. ويستمر ولعه بالصيد فإذا به في إحدى رحلاته للصيد تقوم أحد القبائل بأسره هو من معه ويقومون بذبحهم واحد تلو الآخر لتقديمه قربناً لآلهتهم وعندما جاء دور الملك أطلقوا سراحه وتعجب الملك متسائلا! فإذا بهم يُجيبونه نحن لانعُطى قُربناً ناقصاً لآلهتنا.
فإذا به يعود على الفور ويأمُر الحراس بأن يأتوا له بالوزير ويسأله كيف عرفت أن ما حدث لي كان خير فقال له ماذا بك يا مولاي. فإذا بالملك يروي له ما حدث؛ فإذا بالوزير يرد ويقول هو خيرٌ لي أيضا فقال له كيف فأجاب الوزير قائلاً لأني لو كنت معك لقُتلت لأنى كامل، فإذا بالملك يطلق سراحه ويعود الوزير ليُباشر عملهُ وتعلوا درجاته عند الملك.
وهذا ما رأيته بعيني عندما قابلت أحد الأصدقاء في أجازه العيد الماضية حيث بدأت قصته منذ عاميين عندما أوقف مساعدته لأهل زوجته الذي كان يحتضن أبيها في بيته و نظراً لضائقه ماليه مر بها خارجه عن إرادته متزامناً مع مرض والدته واحتياجها لرعايته فإذا بزوجته آنا ذاك تقوم بترك البيت وترك أطفالها وتسومه مادياً وتستغل نقطة ضعفه وهي عشقه لأولاده واستغلالها للقانون لتحرمه من أولاده ولم تقف الدنيا عند هذا الحد معه ففي إطار خطة الشركة لتقليص العمالة ترك عمله؛ ولكن هذا الشاب الدؤوب لم يستسلم و إذا به يعمل ليل نهار و ينشأ شركته الخاصة و تدور الأيام وإذا به يستحوذ علي الشركة التي اضطر لتركها و يصبح مالكاً لها و هو يحكي ما حدث؛ قلت له فعلاً لعله خير ما حدث؛ وقلت له أن ما مررت به كان صعباً لا يقوي علي تحمله الكثير فاذا به يقول بل هو درسٌ تعلمت منه الكثير فاخذ يسرد لي ما تعلمه بادياً كلامه لا تندم علي ما تفعله من خير "وافعل الخير اذا وقع حيث يقع .. فإن وقع في أهله فهم أهله.. وإن وقع في غير أهله فأنت أهله". الإصرار سر من أسرار النجاح. لو اجتمع الانس والجن على ان يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك. هناك حرف واحد فقط يفرق بين كلمة Hero وZero والناس إذا فكرت تأذيك ربنا يحميك.
في مرحلة في حياتك اسمها الغربلة فهناك أُناس في تلك الفترة اصطفاهم الله ليكونوا كسفينة نوح وكانوا صبراً وسلاماً ورحمةً وتيسيراً وهدي لظهور الصُبح فإن في ذلك لآيات لأولي النهي.
وهناك أوجه سقطت أقنعتها كانت تمثل أنها هناء الحياة ولكنها في حقيقتها هي الشقاء وإذا بأعين تمثل أنها كأعين الريم الجميلة فإذا مني الله عليه بفضحها وهناك العديد من الأقنعة التي سقطت من الاصدقاء والأهل والأقارب.
وفي النهاية لولا ما حدث ما تملكت الشركة التي كنت أعمل بها وما رزقني الله بزوجتي الصالحة فعلاً لعله خير ما حدث لي. وقد تمر بنا مصاعب لا نعرف المخزي منها لكن وجب علينا الا نقف ونبدئ فهناك حرف واحد يفرق بين كلمة Zero & Hero فدائماً أنت بطل قصتك مهما حدث. وهذه القصة الملهمة هي ما استوقفتني فكلما نمر بخسارة أشياء نحسبها شراً لنا نكتشف أن فقدنها ما ينطبق عليه"لعله خير"
كما قال الله تعالي في محكم آياته "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكُم" وهناك العديد من القصص الملهمة منها قصة مؤسس علي بابا صاحب أحد أكبر المتاجر الإلكترونية ومن أغني رجال العالم ومؤسس كنتاكي وصاحب أكبر سلاسل التوريد بأمريكا.
مؤسس موقع علي بابا
حيث أصبحت قصته تمثل مصدر إلهام لملايين الشباب حول العالم من الفقر الشديد إلى أغني رجال العالم حيث تقدم للحصول على 30 وظيفة ولم يقبل في أي منها و كان آخرها مطلوب 26 موظف لكنتاكي و تم قبول كل المتقدمين معادا جاك و تقدم أكثر من 10 مرات لجامعة هارفارد و رُفض وهذا كان الحافز له لإنشاء عمله الخاص و ظهوره بفكره خارج الصندوق تواكب التطور التكنولوجي فإذا به يؤسس موقع علي بابا و يكون من أغني رجال العالم و يلقي العديد من المحاضرات في جامعة هارفارد التي رُفض منها لعديد من المرات.
قصة الرجل الذي رفض من ميكروسوفت Microsoft
وتروي القصة أن هناك رجلاً قد تقدم للعمل كفراش بشركة ميكروسوفت وتم رفضه لأنه لا يملك بريد إلكتروني ولا جهاز كمبيوتر نظرا لفقره الشديد ولم يجد في جيبه غير 10 دولارات ولكنه لم يستسلم. فقام بشراء الطماطم وأخذ يوزعها على البيوت حتى تضاعفت ربحهُ فكبر من حجم أعماله إلى أن أصبح من كبار الموردين للأغذية في بلده؛ فإذا به يريد أن يؤمن على حجم أعماله الضخم ويقوم بمقابلة مسؤول التأمين فيتفق معه على كل شيء و في النهاية يطلب منه مسؤول التأمين عنوان البريد الإلكتروني الخاص به فيرد صاحب الشركة أنا لا أملك بريد إلكتروني فسأله في تعجب أبنيت تلك الإمبراطورية وأنت لا تملك بريد إلكتروني إذا ماذا لو كنت تملك فقال له لكنت فراشاً في مايكروسوفت فعلاً "لعله خير".
قصة مؤسس ZARA
نشأ أمانسيو أورتيجو مؤسس ZARA في أسرة فقيرة مما جعله يتجه لسوق العمل في سن الرابعة عشر وعمل كمسؤول توصيل الملابس لطبقة الأثرياء ولكنه وضع نصب عينه من البداية أن يصبح في يوماً ما أحد هؤلاء الأثرياء ويؤسس متجر ملابس يُساير خطوط المُوضة وعلى أن يكون سعرها في متناول الجميع إلي أن قام بتأسيس العلامة التجارية ZARA واصبح كما يصبوا. وتوضح القصة أن ما مر به من مصاعب كان هو الدافع للنجاح.
قصة مؤسس كنتاكي KFC
حيث ولد كولونيل ساندرز لأسرة فقيرة ونظرا لكونه الابن الأكبر فكان مسؤولاً عن رعاية شقيقة في سن الخامسة وعندما بلغ السابعة علمتهُ والدته الطبخ وبعد مغادرته منزل العائلة في سن الثلاثة عشر عاما عمل في العديد من المهن إلي أن تولي إدارة محطة تعبئه وقود وقام باستخدام المخزن وعمل منضدة طعام وذاع صيته وأخذ يبيع الدجاج المقلي وأخذ دورات في إدارة المطاعم إلي أن أصبح أكبر متجر يبيع الدجاج وأخذ يطور من نفسه إلي أن أصبحت تلك العلامة التجارية التي تقدر بالمليارات في يومنا هذا؛ فعلا لولا ظروفه الصعبة ما كان كنتاكي اليوم وهذا ما يجعلنا نقول أن ما نمر بيه من صعاب قد يكون خيرا مستترا و لعله خير.
الخاتمة
هناك حرف واحد فارق بين كلمة ZERO و HERO و أن ما يحدث لنا من أحداث مؤلمه في ظاهرها قد تكون خيراً مستتراً لنا ولكنا لا نعلم ولذا جب علينا أن لا نستسلم أبداً ونثق في الله ثم قدراتنا بعد ذلك فقد تأتي من قلب المِحن المِنح وهذا ما أوصي بيه زملائي وأصدقائي وأبنائي سليم وعلي فنحن ُ قد نقع ولا ننكسر و تيقنوا أن رب الخير لا يأتي إلا بخير
وفي النهاية “No matter how many times you fall, rise up again” لا يهم كم مرة أخفقت ولكن الأهم أن تقف أنت قدها.