رئيس الوزراء يُطلق استراتيجية تنمية صناعة السيارات

من المنطقة الاقتصادية بشرق بورسعيد

الثلاثاء 14 يونية 2022 | 08:05 مساءً
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء

أطلق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، استراتيجية تنمية صناعة السيارات، خلال زيارته للمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وألقى رئيس الوزراء كلمة أعرب في مستهلها عن سعادته بتواجده اليوم في منطقة شرق بورسعيد، تلك المنطقة التي تمثل جزءًا من المشروع الكبير الذي يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

مدبولي: الرؤية لتطوير منطقة شرق بورسعيد كانت موجودة منذ فترة كبيرة

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الرؤية لتطوير منطقة شرق بورسعيد كانت موجودة منذ فترة كبيرة، ولكن فعليًا لم يتم البدء في تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع إلا خلال السنوات السبع الماضية بإرادة سياسية قوية، ومتابعة يومية من قِبل الرئيس السيسي، لما يتم تنفيذه من أعمال على أرض الواقع، لافتًا إلى أن تلك الأعمال تُعد من المعجزات الهندسية، قائلاً: «هذه الأرض منذ سنوات لم نكن نستطيع المشي عليها كأشخاص ..الآن أقيم عليها العديد من المباني والمصانع والموانئ والأرصفة بالكيلو مترات يتم تنفيذها على هذه الأرض.. وكمهندس: هذا يعتبر إعجازًا هندسيًا بكل المقاييس»، موجهًا الشكر للقائمين على تنفيذ أعمال هذه المشروعات من شركات المقاولات المصرية، على ما بذلوه من جهود في هذا الشأن، وساهموا في تحقيق هذا الحلم، الذي كان موجودا في المرجعيات والتقارير والدراسات التخطيطية، على أساس أن هذا المشروع بالفعل هو مشروع عبقري بنقطة التقاء لقارات العالم.

وأوضح رئيس الوزراء أن عبقرية هذا المكان في أنه يضم عددًا من القطاعات الصناعة، والمناطق اللوجيستية، وأرصفة وموانئ لنقل المنتجات من وإلى هذه المنطقة الواعدة، لافتًا إلى أنه على بعد خطوات قليلة من هذا المكان واحد من أهم مشروعات الاستزراع السمكي، الذي يغطي جزءًا كبيرًا منه الاستهلاك المحلي، وباقي إنتاجه موجه للتصدير.

مدبولي: منطقة شرق بورسعيد، تُعد أحد المناطق الواعدة

وأكد رئيس الوزراء أن منطقة شرق بورسعيد، تُعد أحد المناطق الواعدة، لتحقيق التنمية المستقبلية لمصر، وتعد أحد أهم المشروعات القومية التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى من شأنها تغيير خريطة وشكل مصر التنموي.

رئيس الوزراء: حجم استيراد السيارات خلال العام الماضي تجاوز الـ 4 مليارات دولار

وفيما يتعلق بملف صناعة السيارات، أشار رئيس الوزراء إلى اللقاءات التي عقدها مع مجموعة من كبار المصنعين للسيارات الدوليين والمحليين، والتى تم التأكيد خلالها على أهمية توطين صناعة حقيقية للسيارات في مصر،

موضحًا أن حجم استيراد السيارات خلال العام الماضي تجاوز الـ4 مليارات دولار، قائلاً: «صرفنا من مواردنا الدولارية 4 مليارات دولار»، مضيفًا أن التحدي الكبير اليوم، هو أنه خلال 10 سنوات، نتوقع مع النمو الاقتصادي الذي يحدث، أن يتضاعف عدد سيارات في مصر، وذلك معناه أننا نحتاج على الأقل 8 مليارات دولار سنويًا، لإدخال سيارات للسوق المحلية، وذلك لن يكون مقبولاً.

الهدف الاستراتيجي للدولة المصرية هو أن يتم تعميق صناعة السيارات داخل مصر

وأوضح رئيس الوزراء أن الهدف الاستراتيجي للدولة المصرية هو أن يتم تعميق صناعة السيارات داخل مصر، وكذا كل الصناعات المغذية لها، لكي نعتمد على الانتاج المحلي بقدر الامكان، مع استمرار مصر في التزامها بكل اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعت عليها، لافتًا إلى أن الدولة قامت بالتنسيق مع كافة الأطراف التي تمثل هذه الصناعة، وكل الشركاء الاجانب، واتحاد الصناعات، من أجل الخروج بالاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة السيارات.

وأضاف أن الاستراتيجية خضعت للعديد من النقاشات، حتى تم اقرارها في مجلس الوزراء، واخترنا أن نطلقها من هذا المكان، والذي يشهد التركيز الفعلي على بدء هذه الخطوة، وسنتابع بصورة يومية تنفيذ هذه الاستراتيجية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية منذ بدأت العمل على هذا الموضوع، أطلقت بصورة مبدئية وسريعة مبادرة احلال المركبات لتعمل بالغاز الطبيعي، وشارك فيها العديد من الشركات والمصانع التي تعمل بالفعل في مصر، وكان هدف المبادرة تنشيط سوق السيارات محلية الصنع، حيث تم تقديم حوافز، ووضع برنامج تمويل ميسر للمواطنين، من أجل تشجيعهم على هذا الموضوع.

وأضاف مدبولي أن الرؤية الأهم هي أن هذه الاستراتيجية، التي تطلقها الدولة اليوم، ونعلن تفاصيلها، تتضمن عدة خطوات قمنا بها بالفعل، أولها اصدار تعريفة جمركية جديدة بقرار رئيس الجمهورية رقم 218 لسنة 2022، كما تتضمن تيسير الإفراج الجمركي عن مكونات السيارات، فضلاً عن وضعنا لمشروع قانون سيتضمن كل الحوافز، لتشجيع توطين وتعميق صناعة السيارات في مصر، لافتًا إلى أن هذا القانون نص على أن يكون هناك مجلس أعلى لصناعة السيارات، ووحدة تنفيذية مسؤولة عن هذا البرنامج المهم جدًا.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن التركيز الشديد على الحوافز، يأتي بهدف تشجيع صناعة السيارات في مصر، مؤكدًا أن التركيز الاساسي للدولة يكون على استشراف المستقبل، والبعد البيئي، وبالتالي فالحوافز الاكثر تعطى للسيارات النظيفة، التي تعمل بالكهرباء في الاساس، موضحًا أن هناك حافزا تم اقراره يصل إلى 50 الف جنيه للمستهلك، الذي يشتري سيارة تعمل بالكهرباء، بهدف تشجيع هذه الصناعة، كما تم التنسيق مع وزارة الكهرباء، وإقرار السعر العادل لعملية شحن السيارات بالكهرباء، ومن المخطط إنشاء 3 آلاف نقطة شحن على مستوى الجمهورية بصورة مبدئية لشحن السيارات التي تعمل بالكهرباء.

التوسع في إقامة المزيد من محطات الغاز الطبيعي

وأكد رئيس الوزراء أنه تم التوسع في إقامة المزيد من محطات الغاز الطبيعي اللازم لتموين السيارات، حيث تم زيادة عددها من 250 محطة إلى 1000 محطة، خلال عام واحد، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، في هذا الشأن، وهو ما يأتي في إطار إتمام البنية التحتية الخاصة بهذه الصناعة المهمة.

ونوه رئيس الوزراء إلى ما أشار إليه الرئيس التنفيذى لشركة نيسان، من أن مصر قادرة على أن تصبح مركزًا اقليميًا لصناعة السيارات، ليس فقط لتغطي الاحتياجات المحلية، بل لتكون بوابة للتصدير لأفريقيا، مشيرًا إلى أن احتياجات أفريقيا من السيارات عام 2035 ستصل إلى 5 ملايين سيارة، وهو ما يعكس حجم المزايا النسبية التي ستحصل عيها الشركات الراغبة في التواجد على أرض مصر للاستثمار في هذا القطاع، والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الموقع عليها من قبل مصر، وكذا الاتفاقية الأخرى الموقعة مع الدول الأفريقية.

وأكد رئيس الوزراء على الاهتمام بالصناعات المغذية لصناعة السيارات، مشيرًا إلى أنه من خلال المتابعة المستمرة، لهذا الملف، نجحنا مؤخرًا في توقيع عقد مع واحدة من أكبر شركات العالم، لإنشاء أكبر مصنع لديها لانتاج الضفائر الكهربائية للسيارات، وذلك باستثمارات ضخمة، ومن المقرر بدء تشغيله قبل نهاية عام 2023، موضحًا أنه من خلال هذا المصنع ستضاعف الشركة في مصر انتاجها، قائلاً: «بالإضافة إلى شركة أخرى في نفس المجال وقعت على إنشاء مصنع لإنتاج الضفائر أيضًا»، وهو ما يسهم في زيادة قدرة مصر على التوسع في الصناعات المغذية لصناعة السيارات، وذلك بما يسهم في زيادة توطين هذه الصناعة المهمة.

وأكد رئيس الوزراء لكل الشركات العالمية والمحلية العاملة في صناعة السيارات، أن مصر حريصة على تقديم كل أوجه الدعم والحوافز لهذه الشركات، وذلك بما يسهم في توطين وتعميق صناعة السيارات في مصر، والتي تأتي في إطار رؤية مصر 2030، واعتبارها أحد روافد نمو الناتج المحلي الإجمالي، وأحد أهم الصناعات التي يعتمد عليها نمو قطاع الصناعة في مصر.

وتوجه رئيس الوزراء في ختام كلمته، بالشكر لكل الشركات التي عرضت اليوم رؤيتها لتنفيذ عدد كبير من المشروعات في منطقة شرق بورسعيد، متمنيًا لهم كل التوفيق في اعمالهم واستثماراتهم في هذه المنطقة الواعدة.

وأكد مدبولي أن الدولة وهي تستعد لإطلاق وثيقة سياسة ملكية الدولة، تؤكد دومًا، أن هدفنا ورؤيتنا كدولة هو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وما نراه اليوم هو تجسيد لهذه الرؤية والهدف، لافتًا إلى أن كل ما قامت به الدولة من استثمارات ضخمة مؤخرًا في البنية الأساسية، كان يدخل في إطار دور الدولة، وبمجرد تنفيذ ذلك أصبح المناخ مهيئًا لدخول القطاع الخاص، والدخول بخبراته الكبيرة والمتخصصة لإقامة المصانع والأنشطة المختلفة، لتعظيم القيمة الكبيرة من موقع مصر وإمكاناتها، فمن خلال الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، سنستطيع تحقيق عملية التنمية المتكاملة في كل ربوع مصر.

إقرأ أيضا