مستقبل العمل تبني نماذج العمل عن بعد
تمثل نماذج العمل عن بعد نقطة تحول مهمة في تطور المؤسسات والاعمال. أثبتت هذه النماذج، أنها أكثر من مجرد حلول مؤقتة - فهي المستقبل، وتتطلب من إدارات الموارد البشرية التمحور بشكل أسرع من أي وقت مضى. يُتيح العمل عن بعد للموظفين أداء مهامهم من أي مكان يحتوي على اتصال بالإنترنت، سواء كان ذلك في المنزل او في مساحات العمل المشتركة،
تأتي هذه النماذج بعدة مزايا، حيث تتطلب من الشركات اعتماد التحول الرقمي لجذب ودعم فرقها المنتشرة. ونتيجة لذلك، لم يعد من الضروري أن يكون الموظفون حاضرين بنفس المكتب للتفكير والتعاون الجماعي.
فباستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، يمكنهم التواصل والعمل معًا من أي مكان. وبهذه الطريقة يتمتعون بالاستقلالية في تنظيم يوم عملهم، مما يزيد من إنتاجيتهم وفاعليتهم في أداء مهامهم، وتخصيص وقت للأنشطة خارج ساعات العمل. ومع تقليل عدد الموظفين الذين يعملون في الموقع، تقلل هذة النماذج من التكاليف المتعلقة بالعقارات ولوازم المكاتب ويمكن إعادة توجيه التوفيرات لتعزيز جوانب أخرى من العمل مثل الاستثمار في تطوير الموظفين والتكنولوجيا المبتكرة.
نظرًا لأن كل ابتكار جديد يحمل نقاط قوة ونقاط ضعف، فإن هذه النماذج لديها تحدياتها التى يجب التعامل معها. يمكن أن يؤدي الاعتماد فقط على قنوات الاتصال المحدودة، مثل البريد الإلكتروني، إلى تفسير غير صحيح او غير واضح للرسائل بسبب عدم وجود التفاعل البشري المباشر. بالإضافة إلى ذلك، العوائق التقنية، مثل فقدان اتصال الإنترنت او سوء جودة الصوت فى الاجتماعات عبر الإنترنت، يمكن أن تعوق التواصل الفعّال. ويمكن ان يخلق ايضاً العمل عن بُعد فجوة فى الاتصال بين الموظفين بسبب اختلاف التوقيت والجدولة في العمل. لمواجهة هذه التحديات يجب الاستفادة من تقنيات الموارد البشرية الحديثة التي تولد الاتصال والتعاون ومشاركة الموظفين.
استعرض تقرير حديث من ماكينزي مدى كفاءة العمل عن بُعد دون التأثير على الإنتاجية، حيث وجد التقرير أن ما بين 20٪ إلى 25٪ من القوى العاملة في الاقتصادات المتقدمة يمكنها أداء وظائفها من المنزل لثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع. وهذا يمثل زيادة في العمل عن بُعد تصل إلى أربع او خمس مرات مقارنة بفترة ما قبل ازمة كورونا العالمية.
شبكة المشرق العالمية
ونجحت شبكة المشرق العالمية في بناء نموذج عالمي للعمل عن بعد، حيث يعمل أكثر من 70% من قوتها العاملة عن بعد ويتعاون الموظفون المنتشرون عبر شبكة المشرق العالمية مع الادارات المختلفة المتواجدة في المقر الرئيسي في دبي وفي جميع أنحاء العالم في إطار نموذج القوى العاملة الموزعة DWF)). ويعد هذا بمثابة فرصة لا مثيل لها للموظفين لاكتساب الخبرة العالمية التي تسرع مسيرتهم المهنية. ولقد قمنا بتزويد فرقنا بالمهارات الرقمية والمرافق الأفضل في فئتها للعمل من منازلهم بسهولة وراحة بدعم من التكنولوجيا المتطورة والمواهب المتنوعة المنتشرة في مواقع متعددة داخل بلدان الشبكة.
في شبكة المشرق العالمية – مصر، وصل عدد موظفي شبكة المشرق العالمية مصر إلى أكثر من 116 موظفًا بحلول نهاية عام 2023، ونستهدف زيادة العدد إلى 250 موظفًا بحلول نهاية عام 2024. ونفتخر بكون 16% من الموظفين يعملون خارج القاهرة، حيث نركز على الاستفادة من المواهب الاستثنائية المتاحة في جميع المحافظات في مصر، لتقديم تجربة وحلول فريدة للعملاء. ونبحث دائمًا عن الجوانب التي تظهر قيمنا.
يعد فهم نقاط القوة والضعف لهذة النماذج أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للمنظمات أثناء صياغة سياسات العمل عن بعد. وينبغي أن يكون الهدف هو استغلال فوائدهم، مثل زيادة الإنتاجية وتحسين التوازن بين العمل والحياة، مع التصدي للعيوب المحتملة لضمان تجربة عمل عن بُعد إيجابية لجميع الموظفين.