رئيس المصارف العربية: يجب وضع استراتيجيات زراعية بديلة لمواجهة التحديات الحالية

الاربعاء 18 مايو 2022 | 01:32 مساءً
الشيخ محمد جراح الصباح رئيس اتحاد المصارف العربية
الشيخ محمد جراح الصباح رئيس اتحاد المصارف العربية
كتب هدى حسن

أكد الشيخ محمد جراح الصباح، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، على ضرورة التركيز على تعزيز الأمن الغذائي للدول العرابية، وذلك عن طريق وضع استراتيجيات زراعية بديلة يتحقق منها الإكتفاء الذاتي، وإنتاج الغذاء وفق سياسات وطنية، بما ينأى بها عن الإرتدادات والإنعكاسات التي تتولّد من رحم الحروب والأزمات الدولية.

جاء ذلك خلال المؤتمر المصرفي العربي لعام 2022 تحت عنوان "تداعيات الأزمة الدولية وتأثريها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية".

وحضر المؤتمر محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، والمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ومحمد الإتربي، رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، والدكتور جوزف طربيه، رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب.

وقد قام اتحاد المصارف العربية باختيار قضية "تداعيات الأزمة الدولية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية" لإدراكه بتداعيات الأزمة الدولية الروسية – الأوكرانية التي كشفت فجوة كبيرة تعاني منها الدول العربية وخصوصاً في نظامها الغذائي أوضحت حجم إعتمادها على الخارج. 

وأضاف رئيس اتحاد المصارف العربية، أنه قد تكون لهذه الأزمة الدولية تداعيات خطيرة على بعض بلدان المنطقة إذا لم يتم تعزيز المساعدات الإنسانية والإنمائية إليها خلال العام 2022، وهذا ما يدعو إلى التعالي عن الخلافات والنظر بواقعية إلى الأوضاع المستجدة، والتوجّه إلى إيلاء القطاعات الاقتصادية أقصى الاهتمام من خلال وضع الإستراتيجيات التي تخفف من حدّة الأزمات، وتساهم في مواجهة التحديات.

وأشار الصباح، إلى تجربة مصر التي سارعت حكومتها العتيدة إلى تعزيز مساعيها لتدبير إحتياجاتها من القمح وسط إستمرار الأزمة الدولية بطرح مناقصة غير محدودة لشراء كمية غير محدودة من القمح من مناشئ الإستيراد الأوروبية المعتمدة لديها، مضيفًا أنّ مصر تعتمد بشدّة على قمح منطقة البحر الأسود، وأنّ بند توفير القمح في موازنة الدولة سيرتفع بمقدار 15 مليار جنيه مصري.

وأضاف الصباح، قائلًا "أنه يمكن تلخيص القنوات الرئيسية لتأثير الأزمة الروسية الأوكرانية بالتالي: فإضافة إلى صدمات أسعار الغذاء لا سيما القمح، هناك زيادات أسعار النفط والغاز، وعزوف المستثمرين عن المخاطر وجنوحهم إلى الإستثمارات الآمنة، الأمر الذي قد يؤثّر على تدفقات رؤوس الأموال الخاصة على الأسواق الصاعدة ككل، وتحويلات المغتربين، والتأثيرات على قطاع السياحة، فبعد معاناة منطقتنا العربية لأكثر من سنتين من تفشي وإنتشار جائحة كورونا، برز تخوّف أكثر خطراً ناتج عن تعرّض المنطقة لأزمة ترتبط بإحتمال تعطل سلاسل الإمداد، حيث ستكون لكل من هذه المشكلات تبعات إقتصادية تختلف من دولة لأخرى".

ودعا الصباح صنّاع القرار في الدول العربية إلى إستشراف المرحلة القادمة والتوصية إلى كافة الدول العربية أن تقوم بتعزيز أمنها الغذائي سواء في حالتي السلم والحرب، وعدم الإعتماد على الإستيراد، والتوجّه إلى الإستثمار في التنوّع الاقتصادي من خلال تعزيز التعاون العربي في مجال الإستثمارات الزراعية، وتوظيف الأراضي الزراعية العربية الشاسعة، ووضع الخطط الإستراتيجية للإستفادة من الثروة النفطية في خدمة الإقتصادات العربية.